20‏/04‏/2018

الريليف


يوجد مصطلح فى علم السيناريو نسميه "ريليف" وهى كلمة إنجليزية تعنى الترويح، وهى تأتى بعد حدث مأساوى إستغرق فيه الفيلم أو المسرحية وتوجب على الفيلم أن يقدم الريليف لكى يهدأ من روع المشاهدين، وتوجد أمثلة على الريليف فى تراجيديات شكسبير الأربعة، ويوجد مثال فى فيلم سينمائى من إنتاج 2014 للمخرج فاتح أكين، إنه فيلم "القطع" أو "قطع الرقبة" والذى يحكى مأساة الشعب الأرمنى على يد الأتراك فى بداية القرن العشرين، فوسط الحالة المأساوية البشعة يروح فاتح أكين على الجمهور بطرفة تجعل الجمهور يضحك بقوة، كما حدث لى وأنا أشاهد هذا الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى عام 2014 ولم أكن وحدى من ضحك، لقد علا صوت ضحك الجمهور عفوياً فملأ المكان الذى كان مزدحماً عن آخره بالجمهور فى المسرح الكبير بدار الأوبرا
لكننى لم أجد مثالاً على الريليف بمثل روعة ما كتبه الروائى اليونانى نيقوس كازندزاكيس، فى روايته الشهيرة "حياه أليكسس زوربا ومغامراته" ومن ترجمة د محمد حمدى إبراهيم، فبعد مقتل الأرملة بطريقة بشعة بعد أن إستبسل زوربا للدفاع عنها، وكان أهل القرية يتحينون الفرصة لقتلها لأن جمالها فتنة كبيرة فى قريتهم دفع أحد الشباب إلى الإنتحار بسبب حبه لها، وبعد موت الفرنسية التى إرتبطت مع زوربا فى قصة حب، وشهد زوربا لحظات موتها الأخيرة وشهد أيضاً الطريقة البشعة التى نهب بها أهل القرية بيتها، ثم بعد إنهيار خط التريفليك الذى بناه زوربا بأموال شخصية راوى القصة، فزوربا سافر لشراء الحبل من بلده بعيدة وبعثر أمواله على غانية صغيرة، ولكى يكفر عن ذنبه إستخدم زوربا ألاعيبه لشراء الغابة على الجبل من القساوسة لأن هذه الغابة من أملاك الدير، لكن خط التريفليك ينهار فيتبدد كل شئ، فى هذه اللحظة يختار كازندزاكيس الريليف، حيث يحكى زوربا لشخصية الراوى عن حلمه الذى حلمه بالأمس، فقد رأى سفينة كبيرة جداً على رصيف الميناء، فجرى بسرعة قبل أن تتحرك، وصعد إليها فقابله القبطان، وسأله عن التذكرة، فأخرج له زوربا 800 درخمة، فقال له القبطان أن التذكرة بألف دراخمة، فقال له زوربا، من الأفضل لك أن تأخد هذه الدرخمات ال800 وإلا فإننى سأصحو من النوم ولن تنال دراخمة واحدة، ثم إنفجر فى الضحك
لكن الريليف يمكن أن يتخذ أشكالاً اخرى متعددة مثل الإنتقال إلى لقطة لمشهد طبيعى شديد الجمال، أو الإستماع إلى لحن يصدر فى شريط فى الصوت، لكن أروع ريليف هو الكوميديا بدون شك