01‏/01‏/2012

فيلم الاشتراكية لجودار

اعداد :- ممدوح شلبى .

فيلم الاشتراكية

نشرت مجلة فيلم كومنت قائمتها لاحسن خمسين فيلم روائى فى عام 2011 ، وقد جاء فيلم ( فيلم الاشتراكية ) لجان لوك جودار فى الترتيب الحادى عشر , وقد تصدر القائمة فيلم شجرة الحياة لتيرانس ماليك ، وجاء فيلم نسخة موثقة لعباس كياروستامى فى الترتيب السابع .

ان القائمة واسماء الافلام جميعها متاحة ضمن رابط فى نهاية المقال .
ونظرا لان فيلم ( فيلم الاشتراكية ) لجودار  لم يتم عرضه للجمهور المصرى ، ولم اتمكن من مشاهدته ، فلم اجد الا ان اترجم مقالة منشورة فى موقع جريدة الجارديان عن الفيلم للناقد بيتر برادشو الذى لم يعجبه الفيلم ، وسوف نلاحظ مقدار استياء هذا الناقد من فيلم جودار ما يجعلنا نتساءل ، ولماذا وضعه نقاد مركز لنكون فى نيويورك فى الترتيب الحادى عشر علما بان مركز لينكولن هو اكبر واهم مركز للنقاد على مستوى العالم .
 وفيما يلى نص ما كتبه بيتر برادشو فى الجارديان :-

ان فيلم جان لوك جودار الجديد هو ايضا فيلمه الاخير ، انه  مقاطع من التأملات فى قضايا الدولة القومية والعدالة والتاريخ .
وللذين انصرفوا عن مشاهدة افلام جودار ، فان فيلمه الاخير ( والذى ربما يكون آخر افلامه ) فانه فى الحقيقة لا يقدم شيئا ذى بال ، ان فيلم ( فيلم الاشتراكية ) مستفز ومنحاز ، انه يُثبت انه واحدا من افلام ( النطح ) التى ظهرت فى العام الفائت .

وحقيقة فان الفيلم يحتوى على شريط ترجمة الى الانجليزية ، لكن هذه الترجمة لم تتعد كونها انوية معان ، تقدم المعنى بخشونة فى كلمتين او ثلاثة ، وهذا اساء الى الفيلم .
ان جودار فى هذا الفيلم يظهر – سواء لمن كفروا به او لمن تبنوا سينماه مؤخرا ، بانه مجرد امبراطور لاه اقدم على نزوة ، وانه وصل الى نهاية مشواره الفنى الطويل الذى كرس فيه سينماه الى نوع من الرهان على جماليات جديدة للسينما .

ان هذا الفيلم جعلنى اغير عقيدتى – قليلا –  فبعد ان كنت غير مهتم ، اصبحت مؤمنا بالله ..
ان ( فيلم الاشتراكية ) عبارة عن خليط من المختارات النصية والفقرات الموسيقية والصور المتحركة و نظرية جودار عن السينما باعتبارها مقال – كما كان يحلو فى ادبيات الموجة الجديدة تسميتها ( الكاميرا قلم ) .
وخلافا لكريس بيكر ، الذى توافق عليه الجيل الجديد من صناع افلام الفيديو ، فان فيلم الاشتراكية قد يكون المثال الاوضح لما تم التواضع عليه الآن فى انتاجات السينما الآن ، ان احدا لا يتوقع لهذه الافلام ان تحقق عائدا من شباك التذاكر ، لكن جودار - بما له من برستيج المنظرين – هو الوحيد القادر على ذلك .
ان الفيلم عبارة عن مقاطع تأملية فى موضوعات الدولة القومية والعدالة والتاريخ ، ونوعا من البحث فى دلالة الصورة فى ثقافتنا ، وربما نوعا من الجدل الذاتى من جودار لسينماه الحداثية وللسينما التفكيكية  من اجل الدفع بها الى آفاق السينما المضادة او اللاسينما .

ان القسم الاول من الفيلم يحدث فى باخرة ركاب سياحية  ليس لها وطن وضالة ومغتربة ، حيث يظهر باتى سميث الذى يحمل حقيبة جيتار .
والقسم الثانى يحدث فى محطة بنزين فرنسية وجراج ، حيث تظهر امرأة شابة تعبث بمضخات المحطة  وفى الخلف منها حمار وحيوان اللاما بصورة سيريالية ، ويمر عليها بعض الألمان فيسألونها اذا كان هذا هو الطريق الى الريفيرا ، فتقول لهم ان يذهبوا لغزو دولة اخرى ، فيصيحون بالالمانية ( قرف فرنسى ) .
والقسم الثالث من الفيلم يبدأ نظريا فى مصر ، انه عبارة عن مشاهد مونتاجية تضم القدس والاويسا وستالين وهتلر .

ان الفيلم يعود بنا الى روح الستينات فيما يشبه المرثية ، انه الزمن الذى شهد مجد جودار ، وهو الزمن الذى كان الجميع يعتقد فيه بان الصور والشعارات قادران على تغيير العالم ، انه ايضا الزمن الذى شهد غضبة الشباب الفرنسى فى الستينات على الساسة الذين تعاونوا بشكل مشين وسرى مع النازيين والامريكيين على فرض الامبرايالية فى جنوب شرق آسيا .

ان احد الشخصيات  يتنهد قائلا ( يا خسارة يا اوربا ، المعاناة افسدتك وتم اذلالك باسم الحرية ) ، بينما شخص آخر يترنم (اكبر فى السن واختار الحق وحافظ على الامل ) .
ان  جودار – على ما يبدو - يعتقد ان روح الستينات مازالت قائمة وهو يتعامل معها بالسينما المضادة التى تكسر الايهام .

ان ثمة انفصال وخطابية فى كل الفيلم ، ان عدسات جودار اشبة ما تكون بالتليسكوب ولكن مقلوبا . انه الآن بعيد وعلى الطرف القصى ، وانا لا ادعى اننى فهمت فيلم الاشتراكية ، لكننى على ايه حال مشوش وغضبان من حداثية  جودار الشعرية المتميزة .
ويمكن مشاهدة برومو للفيلم من اربع دقائق على الرابط التالى :-
المصادر :-