12‏/03‏/2011

ديفيد لين

كتب :-  ممدوح شلبى

ولد المخرج البريطانى ذائع الصيت دبفيد لين فى كوريدون عام 1908 , ثم انتقل للعيش فى مقاطعة كواكر مع عائلته , ومن المفارقات انه كان ممنوعا عليه ان يذهب الى السينما , وفى العشرينات كان يحضر نفسه لكى يكون محاسبا مثل والده قبل ان يجد وظيفة فى استوديو سينمائى فى عام 1927 , عمل فى هذا الاستوديو لتحضير الشاى  واعمال اخرى دات صلة بعيدة عن السينما , حتى واتته الفرصة ليعمل مونتير افلام روائية , ولقد حقق ديفيد لين شهرة كمونتير فى الثلاثينيات طبقا لآراء شخصيا ت موثوق بها مثل انتونى اسكويث وبول زينر ومايكل باول .
فى عام 1942 منحه نويل كوارد الفرصة للعمل معه كمخرج مشارك فى فيلمه الحربى ( لمن نخدم ) , بعد ذلك بفترة قصيرة شارك ديفيد لين فى افتتاح شركة سينمائية مع نويل كوارد والمصور السينمائى رولاند بيم و المنتج انتونى هافلوك ألان , وكانت هذه الشركة تحمل اسم ( سين جيلد ) ولقد اخرج ديفيد لين اول افلامه لهذه الشركة وكان عبارة عن اعداد لثلاثة مسرحيات من تأليف  نويل كوارد وكان يحمل اسم وقائع (هذه الذرية السعيدة ) فى عام 1944 , وفيلم ( بليث سبنت ) 1945 وهو قصة عن شبح تم تقديمها بروع الدعابة . وفيلم ( لقاء مريح ) فى نفس العام وهو دراما عاطفية , ورغم ان هذا الفيلم فشل فى شباك التذاكر فى بريطانيا , الا انه حقق انجازا كبيرا فى مهرجان كان , حيث نال العديد من الجوائز من بينها الجائزة الكبرى عام 1946 .
تحول ديفيد لين من اعتماده على نصوص نويل كوارد الى اعمال تشارلز ديكنز , حيث اخرج فيلمين تم اعدادهما بجودة هما ( التمنيات العظيمة ) عام 1946 , وفيلم ( اولفر تويست ) عام 1948 , والفيلم الاخير من بطولة اليك جينيس فى اول بطولاته السينمائية , ثم اخرج ديقيد لين فيلمين آخرين لشركة ( سين جيلد ) وهما ( الاصدقاء العاشقون ) فى عام 1948 عن رواية ل اتش جى ويلز , وفيلم ( مادالين) 1950  وهو عن جريمة حقيقة , لكن هذا الفيلم ام يحصل على نجاح جماهيرى او نقدى .
انتهت شراكة ديفيد لين فى شركة ( سين جيلد ) اثر مشادة بينه وبين رولاند نيم .
وكان اول افلام لين بعد شركة  (سين جيلد ) هو فيلم ( حاجز الصوت ) فى عام 1952 , وهو دراما ابحار جوى تم له النجاح الجماهيرى الكبير  فى انجلترا , وهو اكثر افلام لين نجاحا .
بعد ذلك اخرج فيلمين كوميديين معقدين وكلاهما يعتمدان على مسرحية , الاول بعنوان ( اختيار هوبسن ) 1954 والثانى هو فيلم ( وقت الصيف ) وهو انتاج بريطانى امريكى مشترك فى عام 1955 , والفيلمين حققا نجاحا , وحقق فيلم ( اختيار هوبسن ) على الدب الذهبى فى مهرجان برلين السينمائى عام 1954 .
الفيلم التالى هو فيم ( جسر نهر كيوى ) عام 1957  الذى يعد اول افلامه الملحمية التى اشتهر وتميز بها , وهو عن رواية لبيير باول اعدها للسينما كلا من مايكل ويلسن وكارل فورمان , كان الفيلم من انتاج سام سبيجل . وتم تصوير الفيلم فى ( سيلون ) فى ظروف شديدة الصعوبة , ولقد حقق هذا الفيلم نجاحا غير مسبوق , ونال سبع جوائز اوسكار من بينها احسن فيلم واحسن اخراج .
استمر لين وسبيجل وقدما فيلم ( لورانس العرب ) ( وارجو تعديل هذه الترجمة فالاصح ان نسميه ) ( لورانس السعودى ) , وهو من انتاج عام 1962 معتمدا على كتاب الاعمدة السبعة لويلسن , الذى يحكى قصة تى اى لورانس , ومن بطولة بيتر اوتول , وكان هذا الفيلم هو التعاون الاول بين لين وبين السينارست روبرت بوت والمصور السينمائى فريدى يانج , والمؤلف الموسيقى موريس جار , وتم تصوير الفيلم على مدى عشرين شهرا فى كل من اسبانيا والمغرب والاردن , وحصل هذا الفيلم على سبع جوائز اوسكار ايضا من بينها احسن فيلم واحسن مخرج .
ومع نفس فريق العمل , روبرت بوت وموريس جار وفريدى يانج , قام لين باخراج فيلم ( دكتور زيفاجو ) فى عام 1965 من انتاج كارلو بونتى , ونجح الفيلم نجاحا كبيرا كما ذاع صيت المؤلف الموسيقى موريس جار , وتم ترشيح الفيلم لعشر جوائز اوسكار , لكن فيلم ( صوت الموسيقى ) حصل على الاوسكار .
فيلم لين التالى كان ( ابنة ريان )  كان بين عامى 1970  و1971 , ولم يحقق نفس النجاحات التى تحققت فى افلام لين السابقة , الفيلمه كتبه الى السينما مباشرة روبرت بوت , واختار لين لفريق الفيلم مرة اخرى موريس جار لمؤلف موسيقى , وفريدى يانج مديرا للتصوير , وتم تصوير الفيلم فى ايرلندا وقد استغرق نحو العام , وحصل الفيلم على جائزتى اوسكار لكنه لم يحقق النجاح الجماهيرى المأمول .
ربما كان الاخفاق الجماهيرى لفيلم ( ابنة ريان ) احد اسباب تأخر ديفيد لين فى مواصلة اخراجه للسينما طوال السبعينات , لكنه فى نهاية السبعينات عاد مرة اخرى للسينما بمشروع مع السيناريست روبرت بوت فى فيلم طموح من جزئين وهو ( تمرد باونتى ) . لكن المشروع لم يتحقق , بعد ذلك عرض المنتجين جون برابون وريتشارد جودوين , على ديفيد لين اعدادا لرواية ممر الى الهند للكاتب البريطانى  اى ام فوستر , وهى الرواية التى كان لين متعلقا بها لنحو عشرين عاما , ولاول مرة فى تاريخه الفنى يقوم هو نفسه باعداد الرواية للسينما , مستعينا نوعا ما بالاعداد المسرحى للرواية الذى قامت به سانثا راما بو  , وفى هذا الفيم ايضا عمل لين مونتيرا للفيلم , وتم افتتاح الفيلم فى عام 1984 وحقق نجاحا كبيرا , ولقد ضرب رقما قياسيا فى عدد الترشيحات للاوسكار , فقد تم ترشيحه لاحدى عشر جائزة , حصل منها على جائزتين , ولم يحصل على احسن فيلم فقد حصل عليها فيلم ( اماديوس ) لميلوس فورمان .
بعد ذلك عكف ديقيد لين لسنواته التالية فى التحضير لاعداد سينمائى لرواية المغامرات ( نوسترومو ) لجوزيف كونراد . وحصل لين فى عام 1990 على جائزة معهد الفيلم المريكى عن كامل اعماله , ولقد توفى متأثرا بمرض السرطان فى ابريل عام 1990 , بعد وقت قليل من تصويره لآخر افلامه ( نوسترومو ) الذى كان فى بداية عرضه على الجمهور .

ملحوظة لممدوح شلبى :- اعتمدت فى هذا المقال  بشكل اساسى على ما كتبه فرنسوا ليكلير المنشور باللغة الانجليزية على الرابط التالى .
http://www.imdb.com/name/nm0000180/bio
ويمكن مشاهدة فيلم ( ممر الى الهند ) من خلال قناتى على اليوتيوب ضمن المفضلات على الرابط التالى .
 ملحوظة :- نشرت هذه المقالة فى موقع ( عين على السينما )
مع اجمل تحياتى
ممدوح شلبى